كلمة حق بالمدرب السوري وبالمنتخب العريق

وبما أن مباراة السويد تستحق منا الوقوف كثيراً عما حدث فيها أود أن اتحدث ببعض النقاط الهامة

فبعد أن طبل وزمر البعض لمباراتنا مع السويد قبل أن تبدأ وكأننا نواجه البرازيل بنجومها

مما يجعلنا نستغرب هذا التطبيل واخفاء الحقائق عن منتخب السويد

الذي هو حالياً يمر بفترة تجديد هامة فتم دعوة 42 لاعب للتجريب من الدوري السويدي بالإضافة للدوري النرويجي بما أن مدرب المنتخب السويدي هو مدرب لفريق نرويجي !

وغاب عن هذا المنتخب نجومه في الدوريات الألمانية والاسبانية والانكليزية والفرنسية بل وحتى الهولندية !



وليأتي بفريق جل عناصره من الشباب وكما قال عنه البعض منتخب أولمبي فاتجه وقابل سلطنة عمان بمنتخب عماني عناصره من الأولمبي أيضاً وخسر بهدف وحيد ولكن كسب الأشقاء الفائدة الحقيقية !

ولم نرى الأشقاء في عمان قد قامت صحافتهم بالتطبيل لهذا اللقاء كما حدث عنا للأسف !

بكل تأكيد هي تجربة مهمة ولكن تصوير الأمر كأننا نلاقي البرازيل بنجومها عليه مليون إشارة استفهام !!!



الغريب بأن منتخبات مثل البرازيل والأرجنتين والمانيا وحتى أندية كبيرة مثل الميلان والانتر وبرشلونة وريال مدريد تأتي وتلاقي أندية ومنتخبات عربية

وبعضها يخسر وبعضها يتعادل مثل عندما خسر يوفنتوس بهدف للا شيء مع العين في اعتزال طلياني الإمارات وتعادل الانتر في أكثر من مناسبة وبرشلونة أيضاً وغيرهم !

الفارق بأن مثل هذه المباريات تكون جماهيرية والجمهور يعرف بأنها فعلاً للمتعة وليس من أجل النتيجة وكذلك أيضاً لزيادة الاحتكاك

فعندما تخسر هذه المنتخبات والأندية العالمية الكبيرة في منطقتنا العربية بكل تأكيد هذا لا يعني بأن الكرة العربية أصبحت عالمية لا تهزم !

بل هي تعكس حقيقة مثل هذه المباريات التي تكون ترفيهية وتجريبية للفرق العالمية ولا يبحثون فيها عن النتيجة !!!!



وكان المفروض مننا أن نسعى لأن نستفيد من هذه المباراة مثلنا مثل غيرنا حتى لو كان المنتخب القادم هو السويد بعناصر شابة مع بعض لاعبي الخبرة الذين أصبحوا في خريف العمر !

وقبل المباراة تحدثت مع صديقنا في المنتدى ابراهيم وذكرت له بأننا أما سنفوز 1-0 أو سنتعادل ولن نخسر وبعد المباراة عاد ليؤكد لي كلامي !

لأنني كنت على يقين بأن فجر سوف يتعامل مع المباراة على أنها نهائي العمر وكأنه نهائي كأس العالم !

فلن يجرب لاعبين جدد ولن يجرب خططه أمام كرة أوروبية منظمة بالتالي لن نحقق أي إفادة من هذه المباراة سوى النتيجة !



وأثناء المباراة كم تمنيت أن اغير رأيي بفجر إبراهيم ويفاجئني ويفاجئ كل جمهورنا بأداء منظم وراقي في مباراة هي أصلاً إمتحان في الأداء ولا تهم فيها النتيجة !

ولكن على ما يبدو إلى الآن لم يدرك فجر إبراهيم بأننا بعد 5 سنوات من تواجده مع المنتخب وهو بعالم تدريب المنتخبات رقم كبير للغاية

يجب أن نلتمس أداء مميز على منتخبنا وليس كأنه استلم تدريب المنتخب بالأمس ....

أكثر ما تذكرته من سيناريو المباراة خطأ دفاع وحارس مرمى الإمارات في مباراتنا معهم في تصفيات كأس العالم الماضية في دمشق عندما استغلينا الخطأ

في الدقيقة الثانية فدفع فجر بلاعبي منتخبنا إلى المناطق الدفاعية للحفاظ على الهدف فخرجنا متعادلين وكان ذاك الفوز لو تحقق لغير كل شيء بتلك التصفيات المونديالية !!!



تكرار السيناريو لم يكن وحده ما حدث رغم غرابة الأمر فليس المطلوب من منتخبنا العودة إلى المناطق الدفاعية والدفاع بتسع لاعبين !

فحتى لو خسرنا المهم في مثل هذه المباريات هو الأداء والاحتكاك والاستمتاع (ولكن ليس على طريقة الاستمتاع بلعبة فيتنام ...)

ما حدث منذ الدقائق الأولى انحلت خطوط منتخبنا فأصبحت الكرة بعدها تنتقل من يد حارسنا البلحوس إلى أخر لاعب في منتخبنا العمير !!

وكأنه لم يعد هناك شيء اسمه خطوط ومراكز يجب أن تتحول الكرة بشكل مدروس من خلالها إلى المناطق الهجومية ....

والأغرب بأن منتخبنا عجز عن فعل أبسط ما يمكن أن يقوم به أي منتخب وهو تمرير الكرة 4 أو 5 مرات متتالية حتى !



المدرب السويدي استغرب من مدربنا كيف يجيش لاعبيه وكأننا في حرب بينما بدأ المدرب السويدي بالإستفادة من مباراته بالشكل الصحيح

فرأيناه منذ الدقائق الأولى يقوم بتبديلاته بينما فجر إبراهيم لم يعرف التبديلات إلى ما بعد نصف الشوط الثاني !

والأغرب أن تخلو دكة لاعبينا من الاحتياطيين ....

والأغرب أن يتحجج المدرب ويقول بأنه هناك لاعبين (الخطيب والحسين والزينو) لم استطع استدعائهم ولكنه لم يكن هذا رد المدرب السويدي !

لأنه جاء بجيش من اللاعبين للتجريب بينما نحن ورغم المباراة على أرضنا لم نجرب لاعبين جدد بالمنتخب فلماذا لم يستفد فجر من هذه الفرصة أيضاً ....

فهل لو أراد المنتخب السويدي الفوز أو كان سعيه من هذه المباراة لذلك فألم كان سيستدعي صفه الأول من النجوم واستفاد من الكم الهائل من الفرص !



وربما هي المباراة الأولى التي استمتع فيها لمنتخبنا تحت قيادة فجر إبراهيم ولكن ليس لأداء منتخبنا الغائب ...

بل لأداء المنتخب السويدي الراقي فعلاً فالانتشار الرائع الذي يعجز منتخبنا عن تطبيقه بعد كل هذه السنين مع فجر

فمثلاً عند إقتراب أي لاعب سويدي من مناطقنا الدفاعية وتكتل لاعبينا من حوله كنت أظن بأنهم سيخسرون الكرة ولكن كنت اعجب بطريقة تمرير الكرة من اللاعب السويدي إلى زميله

رغم هذه المعمعة وبسلاسة رائعة فعلاً وهو يدرك دون النظر لزميله أين يتمركز !!!

وكذلك كيف عندما تقطع الكرة من دفاعنا كيف بمعظم الأحيان تعود الكرة للمنتخب السويدي الذي يعرف أين يتمركز ....



وهذا بنفس الوقت أحزنني عندما تذكرت أيضاً بأن لاعبي المنتخب السويدي هم من لاعبي الدوريات السويدية والنرويجية أي لم ينضم لهم نجومهم في الدوريات الأوروبية الكبيرة

فتذكرت الشنكو أفضل لاعب وسط بالدوري السويدي فيما مضى وتذكرت سنحاريب هداف الدوري البلجيكي وكذلك أبجر برصوم وشربل توما وغيرهم الكثير

الذين يلعبون في دوريات أوروبية مشابهة ويرفض فجر إبراهيم استدعائهم فلدينا لاعبين في دوريات مثل السويد والدانمارك وبلجيكا وروسيا وبلغاريا وغيرها من دوريات الدرجة الممتازة في هذه البلدان

ويرفض فجر إستدعائهم ... فقلت يا الله لو استدعينا هؤلاء اللاعبين الذين يفهمون الفكر الأوروبي فعلاً ويبدعون في نفس دوريات هؤلاء اللاعبين وبعضهم يتفوق عليهم !

علماً بأننا المنتخب العربي الآسيوي الوحيد الذي يمتلك هذا الكم الكبير من لاعبين محترفين في أوروبا مما يجعلنا أن نتفوق على عدد كبير من منتخبات عرب آسيا

ولهذه الأسباب تفوقت منتخبات عرب أفريقيا عندما بدأت بالإعتماد على هؤلاء اللاعبين وربما مؤخراً الجزائر تؤكد ما يمكن أن يفعله هؤلاء المحترفين بمثل هذه الدوريات الأوروبية

كانت نقطة حزينة للغاية وأنا أبحر فيها !!!!!



وبالعودة للمباراة فرغم تكتلنا الدفاعي أتيح للمنتخب السويدي ما أتيح من فرص بالجملة وكرتان منهما والمرمى خالي ولاعب بالأخص تميز بأنه أكثر من شكل خطورة على مرمانا

هو ماثياس رينيجي الغريب بالأمر كان واضحاً بأن هذا اللاعب هو من يشكل الخطورة ويهدر الفرص بالجملة (صاحب الرقم 21)

وقلت بنفسي لو أنه يضيع هذه الفرص ولكن محق المدرب السويدي ألا يخرجه لأنه كان واضحاً بأن مدربنا لم يفطن بعد وفرض مراقبة لصيقة عليه !

فلو أي لاعب تتاح له جملة الفرص هذه من الطبيعي أن يسجل من واحدة وهذا ما حدث عندما سجل من فرصة رغم أنها لم تكن مرتدة ولكن اللاعب انفرد بحارسنا وسجل الهدف !!



لم نلحظ أي جملة تكتيكية أو أي كرات من بديهيات اللعب يمكن أن يؤديها أي منتخب 4 أو 5 تمريرات متتالية أو كرات بينية أو محاولة الهجوم من الأطراف أو الاختراق من العمق

لم نشاهد كرات تبادل (ثنائية أو ثلاثية) ولم ير أحداً أي فكر كروي واضح لمنتخبنا ولم نشاهد أي بصمة حقيقية ولم نعرف حتى ما هي خطتنا في هذه المباراة

ودون الولوج للإنتشار والتمركز وعناصر صناعة اللعب وترابط خطوط الفريق والطرق الدفاعية وغيرها من الأمور الهامة بما أننا افتقدناها وللأسف ....

وصبينا جل اهتمامنا على الهدف الذي استغليناه من خطأ (طفولي) من الحارس السويدي وركضنا لندافع عنه للدقيقة الأخيرة وكأننا في نهائي كأس العالم !!!



ولربما لو أكملت ما انتهيت من الملاحظات .... اعتذر من الجميع ولكن بالفعل كانت هذه نقاط مؤلمة لي عن حال منتخبنا أحببت ذكرها

ونلتقي لاحقاً بإذن الله