توفي صباح أول من أمس الممثل المسرحي والسينمائي والتلفزيوني السوري الكبير هاني الروماني عن عمر يناهز السبعين في مدينة دمشق حيث ولد في العام 1939. وقد نعت نقابة الفنانين السوريين الممثل والمخرج المخضرم الروماني في كلمة أكدت وفاته بعد صراع طويل مع مرض مزمن أصاب رئتيه ولم يكتب له ان يشهد على ولادة النسخة الجديدة التي يتم تصويرها حالياً في سوريا من المسلسل الدرامي "أسعد الوراق" الذي كان من بطولته الى جانب عدد من الممثلين. وقد اعتبر هذا العمل من أهم الإنتاجات الدرامية السورية في السبعينيات من القرن العشرين.
بدأ هاني الروماني رحلته مع بدايات تأسيس التلفزيون السوري في المرحلة التي كانت لا تزال الشاشة فيها بالأبيض والأسود ومثّل في "أسعد الوراق" الذي عرض في العام 1975 فاشتهر بدوره في هذا العمل وهو مأخوذ عن رواية لصدقي اسماعيل بعنوان "الله والفقر"، ومن مصادفات القدر ان يختم حياته الفنية أيضاً بأداء دور ثانوي في النسخة المحدثة والجديدة من المسلسل نظراً لظروفه الصحية الصعبة وهو من إخراج رشا شربتجي.
وطوال حياته الفنية، وزع الروماني اهتماماته بين التمثيل والإخراج والإعداد في السينما والتلفزيون والمسرح وهو كان قد درس الطب والآداب الانكليزية قبل ان يتجه نهائياً صوب الفن.
ومن أبرز وأهم أعماله التلفزيونية بعد "أسعد الوراق" "الجوارح" و"أبو كامل" و"حمّام القيشاني" (ممثلاً ومخرجاً له)، "الشتات"، "دليلة والزئبق"، "هوى بحري"، "حارة الجوري"، "الهشيم"، "الخطوات الصعبة"، "الخوالي"، "بيت جدي"، "أبو جعفر المنصور"، "الليلة الثانية بعد الألف"، "عز الدين القسّام"، "وادي الذكريات"، "عيلة 6 نجوم"، "نهاية رجل شجاع"، "بلقيس"، "أبناء الرشيد الأمين والمأمون"، وغيرها من المسلسلات الدرامية التاريخية والاجتماعية.
وله فيلم تلفزيوني وحيد بعنوان "منافسة شريفة".
اما تجربته في السينما فكانت غنية أيضاً وقد مثل في الأفلام: "الحدود"، "حب وكاراتيه"، "امبراطورية غوار"، "المغامرة"، "وجه آخر للحب"، "المطلوب رجل واحد"، "اللص الظريف"، وعشّاق"...
وكانت له مشاركات مسرحية عديدة في المسرح القومي السوري وفي أعمال عديدة شارك فيها ممثلون من كافة الدول العربية.
كان هاني الروماني في التلفزيون وفي المسرح السوري من الروّاد الذين صنعوا دراما سورية ومسرحا سوريا ومن جهة أخرى، عمل في مسلسل "حمّام القيشاني" وهو من خمسة أجزاء على توثيق تاريخ دمشق الحديث وبرع أيضاً في العمل إخراجاً حيث صور فيه تعددية الاحزاب ونضالاتها كما صور المراحل التاريخية والسياسية الحديثة التي شهدتها سوريا عبر دراما مؤثرة.
وكانت للفنان الروماني اهتمامات متنوعة وهو انتُخب عضواً في مجلس النواب السوري ولقد منحه الرئيس اللبناني السابق اميل لحود وسام الاستحقاق اللبناني الفضي في الذكرى السابعة لعيد التحرير، والمعروف ان الروماني من أب سوري وأم لبنانية وله أقارب كثر في لبنان.
ومع رحيل هاني الروماني فقدت الشاشة السورية واحداً من أبرز ممثليها وقد عُرف عنه انه كان يبرع في الأدوار القوية وخاصة أدوار الشر غير انه كان يعلق دائماً على الموضوع في أحاديثه بأنه لم يرغب يوماً في ان تتلبسه هذه الصورة بالتحديد وحاول في السنوات الأخيرة التنويع في أعماله، كما رغب في العمل الإخراجي غير ان صحته لم تسعفْه في السنوات الأخيرة، وطوال حياته، أبدع الروماني في كل أدواره، في أعماله التلفزيونية والسينمائية كما في أعماله المسرحية حيث قدم أعمالاً في المسرح العالمي وفي المسرح المحلي والبيئة الشعبية ومن أبرز أعماله المسرحية في البدايات دوره في شخصية "شايلوك" الشهيرة من أعمال شكسبير، كما تميز في دوره في "انت يللي قتلت الوحش" تأليف علي سالم قدمها عام 1972 وفتحت له الباب واسعاً لصوته الأجش والطاغي على الخشبة ولحضوره المؤثر في ملامح وجهه المعبرة على الشاشة الصغيرة.